من حي الشندغة إلى «حتا».. الفن يزين الأماكن العامة في دبي

وجّهت هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) بالتعاون مع مؤسسة السركال للفنون الدعوة المفتوحة «لمة | معاً» لتنفيذ عمل فني تركيبي جديد في حي الشندغة التاريخي، ضمن استراتيجية الفن في الأماكن العامة التي تتولى الهيئة تفعيلها بهدف تقديم تجارب فنية فريدة تُعزز من مكانة دبي وريادتها وتثري هويتها الإبداعية، وتسهم في تحويلها إلى معرض فني عالمي مفتوح ومتاح للجميع، كما تسعى الهيئة من خلال الدعوة المفتوحة إلى إبراز تراث الإمارة العريق وتاريخ المنطقة المحيطة بخور دبي.

ودعت الهيئة والمؤسسة الفنانين والممارسين والمصممين والمهندسين المعماريين، إلى تقديم اقتراحاتهم لفكرة عمل فني فريد يُجسد تاريخ حي الشندغة والأحياء المحيطة بخور دبي سيكشف عنه رسمياً في أكتوبر المقبل.

وأكد المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في «دبي للثقافة» الدكتور سعيد مبارك بن خرباش: أن «الفن العام يُمثل عنصراً أساسياً في تعزيز قوة السياحة الثقافية في دبي، ويسهم في إثراء هوية الإمارة الإبداعية»، مشيراً إلى أن الهيئة تواصل بالتعاون مع شركائها عملية تفعيل استراتيجية «الفن في الأماكن العامة»، لتحفيز أعضاء المجتمع الإبداعي للمشاركة في دعم الصناعات الثقافية والإبداعية في الإمارة، وتمكين أصحاب المواهب من استثمار مخزون دبي الثقافي والتراثي في التعبير عن رؤاهم الفنية المبتكرة».

وتابع: «يعتبر حي الشندغة التاريخي شاهداً على مراحل نشأة وتطور الإمارة حتى أصبحت مدينة عالمية، واختياره ليكون جزءاً من خريطة توزيع الفن في الأماكن العامة يعكس ما يتمتع به من أهمية ومكانة مميزة في الذاكرة المجتمعية».

من جانبها، قالت المدير التنفيذي لـ«مبادرات السركال» فيلما جوركوت: «ندرك في (السركال للفنون) أهمية وقدرة الفن التشاركي على إعادة تقييم الموضوعات الحالية والدعوة إلى المشاركة النقدية البنّاءة، ما يسهم في تكوين مساحةٍ تمكينية قادرة على إحداث التحوّل الاجتماعي بكل أنشطته، ونتطلع إلى التعاون مع (دبي للثقافة) لتحفيز المجتمعات في مناطق (القوز الإبداعية والشندغة وحتا) التي تعد من أكثر المواقع ارتباطاً بتاريخ دبي».

أفكار مبتكرة

وستتولى الإشراف على تنفيذ العمل الفنانة التشكيلية الإماراتية والقيِّمة الفنية منيرة الصايغ، التي دعت الفنانين والمصممين والمهندسين المعماريين إلى اقتراح مشروع يتعامل بعمق مع التواريخ والأحداث الزمنية المتعددة للأحياء المحيطة بخور دبي، كما دعت أيضاً زوار الحي التاريخي وسكانه ومن يعملون فيه للانضمام والمشاركة بتقديم تصوراتهم الخاصة بالعمل، واقتراح أفكار مبتكرة قادرة على تجسيد دور الفن في الأماكن العامة في إبراز التراث العمراني المحلي.

وقالت الصايغ: «تعتبر مبادرة (الفن في الأماكن العامة) من أقوى أشكال الفنون لما تمتلكه من قدرة تعبيرية عالية عن الروايات والأفكار التي نحملها في ذاكرتنا الجماعية من أجل مستقبلنا المشترك».

وتعد الدعوة المفتوحة «لمة | معاً» جزءاً من سلسلة تكليفات فنية ستقوم «دبي للثقافة» و«السركال للفنون» بإطلاقها خلال الفترة المقبلة لتنفيذ أعمال فنية أخرى في منطقة القوز الإبداعية وحتا، وتهدف إلى إنشاء تركيبات مميزة ومبتكرة قادرة على التفاعل مع طبيعة دبي وأحيائها، وتساهم في ازدهار الممارسات الفنية المحلية. وستتولى القيِّمة الفنية سمية فالي، الشريك المؤسس لشركة الأبحاث التجريبية والهندسة المعمارية كونترسبيس مهمة الإشراف على تنفيذ العمل المخصص لـ«القوز الإبداعية»، بحيث يعكس الماضي الصناعي والمستقبل الإبداعي للمنطقة.

أما في حتا فيتولى فيصل طبارة، العميد المشارك والأستاذ المشارك في كلية العمارة والفنون والتصميم بالجامعة الأميركية في الشارقة، الإشراف على معالجة المناظر الطبيعية والبحث عن تدخلات قادرة على إبراز الفنون وعلاقتها مع البيئة.


موعد نهائي

تتقبل «دبي للثقافة» العروض والمقترحات الخاصة بالدعوة المفتوحة «لمة | معاً» حتى 16 أبريل المقبل. وستقوم لجنة تحكيم تضم القيِّمة الفنية منيرة الصايغ ونخبة من خبراء الفنون بتسلم الطلبات وفرزها تمهيداً لاختيار أفضل ثلاثة مقترحات رئيسة، سيتم مشاركتها مع «دبي للثقافة» والإعلان عن المتأهلين إلى القائمة القصيرة في مايو المقبل، وسيتم لاحقاً دعوة أصحابها للعمل مع القيِّمة الفنية وعقد محادثات وورش عمل ودراسات مختلفة تتعلق بالتاريخ الشفوي للمنطقة، بهدف تطوير فكرة العمل الفني الذي سيعلن عن الفائز به في يونيو المقبل، بينما سيكشف عن العمل رسمياً في أكتوبر.